تعتبر المسيرة الفنية لأبو ديارا ، عازف آلة "الأنغوني كامالي" (وهي عبارة عن هارب/ قيثارة تقليدية مالية) مسيرة غير نمطية ولا تخلو من عناصرالغرابة. فقد تتلمذ على أيدي شيخ كفيف من أبرع عازفي هذه الآلة التقليدية وجالسه لسبع سنوات وذلك بعد أن جاب لما يزيد عن الأربعة أشهر المسالك والدروب والقرى والأرياف بين ابيدجان وباماكو، مشيا على الأقدام، لا رفيق له سوى آلته التقليدية. واغترف ابو ديارا خلال هذه المسيرة التي قادته الى أعماق القرى النائية وكبريات المدن في غربي افريقيا من معين الموسيقات التقليدية والموسيقات الحضرية المعاصرة. وتحكي موسيقاه عن الارتحال والغربة والهجرات وهو لا يخفي افتتانه بموسيقى البلوز والجاز والريغي والغروف والايقاعات والأنساق التي تمتزج فيها الثقافات والنغمات والتأثيرات. ولقد دأب أبو ديارا على استكشاف المجاهلالموسيقية غير المطروقة، مستخدما آلته طورا مثلما القيثارة وطورا آخر مثلما الهارب أو القيثارة الجهيرة ( الباس) أوالآلة الايقاعية. وتُعزف آلة الأنغوني تقريبا وفقا لنفس الطريقة التي تعزف بها آلة الكورا مع اختلاف في طريقة التسوية، حيث تُسوى الكورا دياتونيا (أسلوب الماندانغ) في حين يسوّى الأنغوني وفقا للسلم الخماسي (أسلوب البامبارا).  وقد تطورت آلة الأنغوني كاميلي انطلاقا من الأنغوني دنسو التي كانت تستعمل من طرف الصيادين وقبلها آلة الأنغوني دجلي التي هي عبارة عن أنغوني صغير الحجم كان يستخدمه الموسيقيون الجوالة في بلاطات الملوك. ثم ظهرت آلة الكورا